الأحد، 20 سبتمبر 2020

اطلق حلمك





الأحلام و الأمنيات فيها طموحات شخصية ، و الأحلام الإيجابية هي التي نتحكم فيها و طبعا هي أحلام اليقظة التي نحن نضع فيها السيناريوهات و البطولات والنتائج .. و أحلام اليقظة الى حد كبير تدعم صمودنا في هذه الحياة ، فاي عقبة تواجههنا نستطيع أن نحلم بيقظتنا أننا نستطيع التغلب عليها بسهولة .. وكما يقولون أن الدماغ لا يفرق كثيرا في ردات فعله أمام الصور الحقيقية او الخيالية ..
فقد يفرز الدماغ هرمونات السعادة على حلم يقظة ينتهي بتحقيق حلم كبير ، وتبقى مشاعر الإنتصار سارية بالجسد لفترة بعد انتهاء حلم اليقظة ..


السبت، 19 سبتمبر 2020

الحدس المعرفي مابين اللوزة الدماغية و الغدة الصنوبرية و عين حورس

 





الحدس  المعرفي مابين اللوزة الدماغية  و الغدة الصنوبرية و عين حورس

واجهت البشرية دائما تحديات في كيفية التأقلم مع التغييرات الطبيعية ، من تقلبات مناخية الى ظهور اوبئة و كوارث طبيعية، وعادة ما ترسل الطبيعة إشارات على إمتعاضها من أفعال الإنسان ، طبعا كله بأمر الله سبحانه و تعالى، قد يكون اول إشارات التغير الكبير هو التسونامي الذي حدث عام 2004م ، حيث فشلت كل محاولات البشر لتفسير مقنع لما حدث، ومن ثم ثورات براكين هنا و هناك ، وكثير من الأحداث الغريبة ، الى ظهور آخر موجه من الإمتعاض على شكل وباء الكورونا ، وبغض النظر عن رد فعل الإنسان الذي تأخر بسبب انه كان يبحث عن المسبب بدلا من أن يواجه الوباء و يركز على العلاج. 

 نجح الإنسان دائما في تخطي هذه التحديات بفضل قدرته على التكيف و التأقلم والتعايش ، وهاهي بعض النظريات الأحدث تدعو الى التأقلم والتعايش ، صحيح ان فكرة التعايش حاليا ستكون صعبة لكنها ممكنة، بسبب ان الد أعداء التعايش هي الرفاهية التي يعيشها الإنسان و الغرور المعرفي الذي يوهمه بأنه فاهم كل شيء و قادر على التعامل مع كل ما يحدث معتمدا على التكنلوجيا و حجم المعرفة التي يملكها الإنسان حاليا، وهذا بالضبط ما سبب بقدوم ما يسمى عصر الفوضى المعرفية او الغرور  المعرفي.

يقول الدكتور "اليكسيس كارليل" الحائز على جائزة نوبل في الطب ( من الحقائق المؤكدة ان الاكتشافات العلمية الكبرى ليست من عمل الذكاء وحده فان للعلماء الى جانب قوة الملاحظة والفهم صفة اخرى هي "الحدس" وبهذا الحدس يدركون ما يخفى على الاخرين ويفهمون العلاقات بين الاحداث التي تبدو منعزلة وان عظماء العالم في جميع ميادين الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية.... الخ قد وهبوا ملكة الحدس).

مخزن الغرائز  هي اللوزة الدماغية او الأميجدالا ، ولا زال معظم نشاطاتها و وظائفها غير مكتشفة لغاية الآن ، لكن العلماء يتوقعون ان الأميجدالا هي العضو الأهم القديم في الدماغ البشري والمسؤول عن الغرائز الفطرية التي خلقت للإنسان، وهي تعمل كالعين الحارس على النوع بل هي مركز العقل البدائي البشري الذي مهمته الأعظم الحفاظ على الإنسان من الأخطار و من الإنقراض، فهي تمتلك قوة عجيبة في السيطرة على دماغ الإنسان ساعات الخطر ، وهاجسها الأول هو النجاة بأقل الأضرار .

الغدة الصنوبرية ، تبرمج التوقيتات للجسد ، لديها ارتباط وثيق بالطبيعة الأم، تتفاعل مع الشمس و القمر من ناحية الضوء والظلام ، فهي تفرز هرمون الميلاتومين وهرمونات اخرى تنظم الساعة البيولوجية. كالنوم واليقظة والاوقات الضوئية الدورية وتكيف الانسان مع كالفصول الاربعة وتنظم عملية التقدم العمري وما يعرف بالساعة البيولوجية ،اما عند الحيوانات فانها تنظم اوقات التناسل وتفريخ بيوض الطيور , والاستشعار من الاخطار كالافتراس والحصول على الغذاء , وتفرز ايضا هرمون (D.M.T) الذي ينتج الناقل العصبي السيروتونين وهو المسؤول عن ارتفاع المزاج والدافعية والهمة.

علاقة الغدة الصنوبرية بالتراث  البشري شيء مثير، فعلى  مختلف الحضارات و الثقافات  القديمة كانت الغدة الصنوبرية و بشكل ما معروفة لهم ، فمثلا الحضارات الفرعونية كانت موجودة على شكل عين حورس ، حيث تعتبر رمز الحماية الإلهية من الحسد والامراض والاخطار ويعتبرها الكهنة والحكماء المصرين عين العقل او العين الإلهية المتصلة بالكون الإلهي وعين حورس او العين الثالثة المسئولة عن البصيرة وقوة  الادراك (الوعي الإلهي)التي تؤدي الى التوحد مع الطبيعة و الكون، لقد  رسمت عين حورس على الجدران في المعابد والأماكن المقدسة لهم بحيث انها تشبه الشكل التشريحي لموقع الغدة الصنوبرية داخل المخ حاليا، ، ونجد أيضا ان البوذيين يعتقدوا ان العين الثالثة نافذتها الغدة الصنوبرية وهي رمز اليقظة الروحية وبداية  الوعي الكامل ,بمعنى الاتصال بالكون الإلهي بينما يرى الهندوس ان الغدة الصنوبرية هي بذور الحدس ووضوح الرؤية،  وفي الحضارة الاغريقية ترى انها تربطنا بالقدرة على التفكير ومعرفة ذاتنا الداخلية.

(د. غالب العساف )