الأحد، 8 يونيو 2025

اختبار الميول الفطرية ..حدد اتجاهك الفطري وحاول ان تطوره بما يتلائم مع أهدافك ..(د. غالب العساف)

 


اختر إجابة واحدة فقط لكل سؤال تعبّر عنك أكثر، وسجّل الرمز بجانب كل إجابة.


🟥 شمالي = قيادي، عملي، حاسم

🟦 جنوبي = عاطفي، مسالم، متعاطف

🟨 شرقي = فيلسوف، روحاني، عميق، محب للطبيعة والحكمة

🟩 غربي = منطقي، تحليلي، منظّم، يعظّم التعليمات والنظم


1. عندما تواجه موقفًا غامضًا:

A. أتعامل معه بحسم وأقرر بسرعة 🟥
B. أُراعي مشاعر من حولي أولاً 🟦
C. أبحث عن المعنى العميق أو الحكمة خلفه 🟨
D. أفتّش في التفاصيل وأحلل المعطيات 🟩


2. تحب أن يُنظر إليك كشخص:

A. قوي وصاحب قرار 🟥
B. طيب ومحبوب 🟦
C. عميق وحكيم 🟨
D. منطقي وموثوق 🟩


3. وقت الفراغ بالنسبة لك هو:

A. فرصة لإنجاز المهام العالقة 🟥
B. راحة وتواصل مع أحبائي 🟦
C. وقت للتأمل أو قراءة كتاب روحاني 🟨
D. وقت لتنظيم الأمور أو تعلّم شيء جديد 🟩


4. في جدال أو نقاش:

A. أفرض رأيي إن لزم الأمر 🟥
B. أتجنب الجدال حفاظًا على العلاقة 🟦
C. أتأمل المعنى العميق خلف الخلاف 🟨
D. أعرض الأدلة والمنطق 🟩


5. مكانك المفضل:

A. قاعة اجتماعات لتحقيق الأهداف 🟥
B. مجلس عائلي دافئ 🟦
C. جبل أو مكان طبيعي هادئ 🟨
D. مكتب مرتب ومجهز للعمل 🟩


6. أكثر ما يُزعجك:

A. البطء والتردد 🟥
B. القسوة والجفاء 🟦
C. السطحية والاهتمام بالمظاهر 🟨
D. الفوضى وتجاهل الأنظمة 🟩


7. عندما تُعطى مهمة جديدة:

A. تبدأ فورًا بوضع خطة تنفيذ 🟥
B. تفكر في كيف ستؤثر على علاقتك بالآخرين 🟦
C. تتأمل لماذا هذه المهمة مهمة أصلًا 🟨
D. تراجع التعليمات والأنظمة قبل التنفيذ 🟩


8. ما الذي يحرك قراراتك غالبًا؟

A. النتائج السريعة 🟥
B. مشاعر الناس حولي 🟦
C. القيم والمعاني العميقة 🟨
D. الحقائق والمعطيات 🟩


9. أكثر ما يجذبك في الكتب:

A. كتب التحفيز والقيادة 🟥
B. قصص إنسانية ملهمة 🟦
C. كتب الفلسفة أو التصوف 🟨
D. كتب العلم والمنطق 🟩


10. عندما تخطط لمستقبلك:

A. تضع أهدافًا واضحة وجدول زمني 🟥
B. تركز على الاستقرار العاطفي 🟦
C. تفكر في معنى الحياة ورسالتك 🟨
D. تحلل الإمكانيات والخيارات بدقة 🟩


11. علاقتك بالطبيعة:

A. أراها مكانًا للراحة ثم أعود للعمل 🟥
B. أحبها للهدوء والمشاركة مع الآخرين 🟦
C. أراها مصدرًا للاتصال بالروح والحكمة 🟨
D. ألاحظ قوانينها وأدرسها علميًا 🟩


12. في لقاءاتك مع الناس:

A. تبرز كشخص يوجه ويقود 🟥
B. تبني روابط دافئة 🟦
C. تحب مناقشة المعاني والأفكار 🟨
D. تحرص على الدقة والمنطق في كلامك 🟩


13. في مواجهة القوانين والتعليمات:

A. أراها أدوات لتحقيق نتائج 🟥
B. أطبقها إذا لم تؤذِ أحدًا 🟦
C. أحتكم لقيمي ومبادئي أولًا 🟨
D. أراها ضرورية ولا غنى عنها 🟩


14. إذا طُلب منك تقديم نصيحة:

A. أكون صريحًا ومباشرًا 🟥
B. أُظهر تعاطفًا وأراعي شعور الآخر 🟦
C. أتكلم من منظور روحي أو فلسفي 🟨
D. أستند على الوقائع والمنطق 🟩


15. ما الذي يلفتك في الآخرين:

A. الثقة بالنفس 🟥
B. طيبة القلب 🟦
C. العمق والحكمة 🟨
D. الذكاء التحليلي 🟩


16. لو طُلب منك قيادة مجموعة:

A. أضع خطة صارمة وأقودها 🟥
B. أحرص على اندماج الجميع 🟦
C. أُفضل أن أكون موجهًا لا قائدًا 🟨
D. أُدير الأمور بطريقة منطقية وعقلانية 🟩


17. عند مشاهدتك لفيلم:

A. أركز على تطور الأحداث والقرارات 🟥
B. أتأثر بالمشاعر والعلاقات فيه 🟦
C. أبحث عن الرمزية أو الفكرة وراء القصة 🟨
D. أنتبه للمنطق والواقعية في السيناريو 🟩


18. إذا فقدت السيطرة على موقف:

A. أحاول فرض السيطرة بسرعة 🟥
B. أبحث عن تهدئة الوضع عاطفيًا 🟦
C. أتأمل لماذا حدث هذا وأين الحكمة 🟨
D. أحلل السبب وأعد تقييم الأمور 🟩


19. عندما تنجح:

A. أشعر بالفخر بالإنجاز 🟥
B. أشعر بالامتنان لمن دعمني 🟦
C. أتساءل عن معنى النجاح الحقيقي 🟨
D. أقيّم مدى مطابقة النتائج للخطة 🟩


20. تحب أن تكون في بيئة:

A. مليئة بالتحديات 🟥
B. دافئة وآمنة اجتماعيًا 🟦
C. تسمح بالتأمل والتفكر 🟨
D. منظمة وتحترم النظام 🟩


تحليل النتيجة:

  • 🟥 عدد إجاباتك = الميول الشمالية (قيادي/عملي)

  • 🟦 عدد إجاباتك = الميول الجنوبية (عاطفي/علاقي)

  • 🟨 عدد إجاباتك = الميول الشرقية (روحاني/فلسفي)

  • 🟩 عدد إجاباتك = الميول الغربية (منطقي/نظامي)

✳️ الميول السائدة = الاتجاه الأعلى تكرارًا
⚖️ إذا تقاربت نتيجتان = فأنت مزيج (مثلاً: شرقي غربي)


الثلاثاء، 3 يونيو 2025

الإسترجاع الوردي ..ايجابي الى حد ما ولكن .. (د. غالب العساف)

 "الاسترجاع الوردي":


الاسترجاع الوردي: عندما ترسم الذاكرة الماضي بألوان أجمل

هل سبق لك أن تذكرت عطلة صيفية قديمة، أو سنوات الدراسة، أو حتى موقفاً صعباً مررت به، وشعرت بأن تلك الأوقات كانت أجمل وأكثر مثالية مما تتذكرها عند التفكير فيها بعقلانية؟ هذا الشعور ليس مجرد حنين عابر، بل هو ظاهرة نفسية معروفة باسم "الاسترجاع الوردي" (Rosy Retrospection).

ما هو الاسترجاع الوردي؟

الاسترجاع الوردي هو تحيز معرفي يدفعنا إلى تذكر الأحداث الماضية بشكل أكثر إيجابية مما كانت عليه في الواقع. بمعنى آخر، تميل ذاكرتنا إلى تصفية التجارب السلبية أو المؤلمة من الماضي، بينما تبرز وتعزز الذكريات الإيجابية، مما يخلق صورة معدلة ومجملة للأحداث. كأن الذاكرة تضع "فلتراً وردياً" على الماضي، يجعل كل شيء يبدو أجمل وأكثر مثالية.

لماذا يحدث الاسترجاع الوردي؟

لا يوجد سبب واحد يفسر هذه الظاهرة بشكل كامل، ولكن هناك عدة عوامل نفسية ومعرفية تساهم فيها:

  1. المعالجة العاطفية للذاكرة: تميل الذكريات المشحونة عاطفياً إلى أن تكون أقوى وأكثر ثباتاً. ومع مرور الوقت، قد تتلاشى حدة المشاعر السلبية المرتبطة بتجربة ما، بينما تستمر المشاعر الإيجابية في السطوع أو حتى تتضخم. الدماغ قد يقوم بشكل لا واعي بتخفيف وطأة الذكريات السلبية لحماية الصحة النفسية.

  2. الحاجة إلى الاتساق الذاتي: يميل البشر إلى بناء سرد متماسك وإيجابي عن حياتهم. تجميل الماضي يساعد في خلق قصة شخصية أكثر جاذبية ويمنح شعوراً بالاستمرارية والتطور الإيجابي.

  3. وظيفة الحنين: يرتبط الاسترجاع الوردي ارتباطاً وثيقاً بالحنين إلى الماضي. الحنين ليس مجرد استعادة للذكريات، بل هو إعادة تجربة للمشاعر. وعندما تكون هذه المشاعر إيجابية (كما هو الحال غالباً مع الحنين)، فإنها تعزز الصورة الإيجابية للحدث الأصلي. الحنين نفسه يمكن أن يكون له فوائد نفسية، مثل تعزيز الرفاهية والترابط الاجتماعي.

  4. التعلم والتطور: غالباً ما ترتبط التجارب الصعبة في الماضي بدروس تعلمناها ونضجنا بسببه. عندما ننظر إلى الوراء، قد نرى تلك التحديات كخطوات ضرورية في رحلة تطورنا، مما يجعلها تبدو أقل سوءاً أو حتى مفيدة بأثر رجعي.

تأثيرات الاسترجاع الوردي:

يمكن أن يكون للاسترجاع الوردي تأثيرات إيجابية وسلبية:

الإيجابية:

  • الراحة العاطفية: يمكن أن يوفر شعوراً بالدفء والراحة والسعادة عندما نستعيد ذكريات الماضي الجميلة.
  • تعزيز الهوية: يساعدنا على بناء سرد إيجابي عن حياتنا ومسيرتنا، مما يعزز إحساسنا بالذات.
  • التحفيز والأمل: تذكر الأوقات الجيدة يمكن أن يمنحنا الأمل في أن المستقبل قد يحمل المزيد من اللحظات الجميلة.

السلبية:

  • عدم الواقعية: يمكن أن يخلق توقعات غير واقعية عن الحاضر والمستقبل، مما يجعلنا نشعر بخيبة الأمل عندما لا تتطابق الحياة مع الصورة المثالية التي رسمتها الذاكرة.
  • التقليل من شأن الحاضر: قد يدفعنا إلى الاعتقاد بأن "الماضي كان أفضل دائماً"، مما يقلل من تقديرنا للحظة الحالية وإنجازاتها.
  • إعاقة التعلم من الأخطاء: إذا قمنا بتصفية الجوانب السلبية تماماً، قد نفشل في تحليل أخطائنا الماضية بشكل كافٍ والتعلم منها بشكل فعال.

كيف نتعامل مع الاسترجاع الوردي؟

المفتاح ليس محاربة هذه الظاهرة، بل فهمها والتعامل معها بوعي:

  • الوعي الذاتي: إدراك أن ذاكرتنا تميل إلى تجميل الماضي يساعدنا على تقييم الحاضر بموضوعية أكبر.
  • تقدير الحاضر: ركز على الجوانب الإيجابية في حياتك الحالية، ومارس الامتنان لما تملكه اليوم. الحاضر هو اللحظة الوحيدة التي تستطيع أن تصنع فيها ذكريات جديدة.
  • التعلم من الماضي بشكل كامل: لا تخف من استعادة الذكريات السلبية أيضاً، ليس للغرق فيها، بل للتعلم من الدروس والعقبات التي واجهتها وكيف تجاوزتها.

في النهاية، الاسترجاع الوردي هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وهو يذكرنا بأن الذاكرة ليست مجرد سجل للوقائع، بل هي نساج فني يرسم لنا لوحة حياتنا بألوان تتأثر بمشاعرنا وتطلعاتنا. بتقبلنا لهذه الحقيقة، يمكننا أن نستفيد من دفء الحنين مع الحفاظ على مصداقية نظرتنا للحاضر والمستقبل.


أصواتنا، حكاياتنا: الخريطة الصوتية الشخصية (د. غالب العساف )

 أصواتنا، حكاياتنا: الخريطة الصوتية الشخصية

هل فكرت يومًا كيف تتكون هويتك؟ ليست فقط بما تراه، أو ما تشعر به، بل بما تسمعه أيضًا. "الخريطة الصوتية الشخصية" هي ببساطة مجموعة الأصوات التي تشكل جزءًا كبيرًا من ذكرياتنا ومشاعرنا. كل صوت مرَّ عليك، من همسة خفيفة إلى ضجيج عالٍ، يحمل قصة خاصة بك. هذه الأصوات المختلفة تخبرنا أن لكل واحد منا حكايته الفريدة، وأن الحنين إلى الماضي هو شعور عميق جدًا وخاص بنا وحدنا.

لننظر إلى هذه الخريطة وكأنها رحلة عبر حياتنا، مرسومة بالأصوات:

1. الأغاني: نبضات الروح الأغاني هي الجزء الأكبر والأعمق في خريطتنا الصوتية. تخيل كيف أن أغنية معينة يمكن أن تعيدك فجأة إلى زمن مضى، إلى لحظة فرح أو حزن. هي ليست مجرد كلمات ولحن، بل هي مخزن لمشاعرنا وأحلامنا. كل أغنية نحبها هي ذكرى حية، تعكس جزءًا من قصتنا الشخصية.

2. السفر: أصداء المغامرة عندما نسافر، لا نكتشف أماكن جديدة فقط، بل نكتشف أصواتًا جديدة. صوت الرياح في صحراء بعيدة، ضجيج سوق في مدينة أجنبية، أو أمواج البحر على شاطئ هادئ. هذه الأصوات هي دليل على روح المغامرة والاكتشاف بداخلنا. كل رحلة تترك بصمة صوتية في خريطتنا، تذكرنا بأن العالم واسع ومليء بالحكايات.

3. المنزل: لحن الأمان المنزل ليس مجرد مكان، إنه شعور. وأصوات المنزل هي التي تمنحنا هذا الشعور بالأمان والاستقرار. ضحكات العائلة، صوت الأحاديث الهادئة، أو حتى ضجيج الحياة اليومية المألوف. هذه الأصوات هي مرساة أرواحنا، تعيدنا إلى الطمأنينة وتذكرنا بقيمة الاستقرار في حياتنا المليئة بالتحركات.

4. الطبيعة: سيمفونية الكون أصوات الطبيعة تربطنا بالعالم من حولنا بطريقة عميقة. خرير الماء، زقزقة العصافير، حفيف أوراق الشجر، أو صوت المطر. هذه الأصوات تُعيدنا إلى نقاء البدايات، وتذكرنا بأننا جزء من هذا الكون الواسع والجميل. إنها تجارب صوتية تنعش الروح وتُعيد إلينا الهدوء والتوازن.

في النهاية، "الخريطة الصوتية الشخصية" هي أكثر من مجرد قائمة أصوات. إنها مرآة لروحك، سجل لذكرياتك، ودليل على رحلتك في الحياة. كل صوت فيها هو جزء منك، يروي قصة، ويضيف معنى. إنها تذكرنا بأننا محاطون دائمًا بسمفونية حياتنا الخاصة، التي تعزف على أوتار الذاكرة والوجدان. فهل استمعتَ اليوم إلى أصوات خريطتك؟

الاثنين، 12 مايو 2025

تيارات الشفاء الفطري الذاتية (د. غالب العساف)

 🌿 تيارات الشفاء الفطري الذاتية: حين يصبح الجسد حكيمًا ويتحدث بلغته الخاصة 🌿

في أعماق كل خلية من خلايا الجسد البشري، تكمن حكمة أزلية، وبرمجة فطرية كُتبت بلغة لا تُقرأ بالحواس الظاهرة، بل تُدرك بالبصيرة والإيمان. هذا الجسد، بما فيه من تعقيد وعظمة، لا ينتظر دائمًا تدخلًا خارجيًا كي يتعافى، بل يحمل في طياته أسرار الشفاء الذاتي، المبرمج فيه منذ الخلق.

لكن هذه التيارات الفطرية الدقيقة، التي تشبه الجداول السرية تحت الأرض، يمكن أن تُلوث، لا بالسموم فقط، بل بالأفكار. أجل، الأفكار السلبية، والمعتقدات الراسخة عن المرض والدواء والشيخوخة، قد تكون أفتك من أي جرثومة. فحين يؤمن الإنسان أنه سيفقد صحته عند سنّ معينة، أو أن جسده ضعيف أمام كل عرض، فإن العقل يبعث بهذه البرمجيات إلى الجسد، فيتراجع جهازه المناعي، وتختل منظومة الهرمونات، وتبدأ الخلايا في الاستسلام لذلك الإيمان القاتل.

إن الإيمان، إذًا، ليس فقط طاقة روحية، بل هو مفتاح بيولوجي يحرّك أنظمة الشفاء في الجسد. كل فكرة نؤمن بها بعمق تصبح أمرًا بيولوجيًا يُترجم إلى تفاعل كيميائي. فتجربة مثل شرب ماء زمزم بإيمان صادق، ليست مجرد سلوك روحي، بل هي تجربة طبية عميقة، تفتح أبواب الاستجابة الكيميائية داخل الجسد، لأن "زمزم لما شُرب له" هو وعدٌ مرتبط بمفتاح خفيّ: نيتك، وإيمانك، وعمق يقينك.

إن أجسادنا تملك القدرة على التعافي، لكنها تحتاج منّا أن نصدّق هذه القدرة. تحتاج إلى أفكار صافية لا تعترض تيارات الشفاء، بل تدفعها، تُنقّيها، وتُعظّمها.

فلا تكن أنت من يعطّل جسده بمعتقدات ورثتها عن الخوف، أو بإيمان عميق بأنك ضعيف. بل كن مرمم جسدك الأول، بإيمانك، ويقينك، وفكرك المصفّى

**قوة الأفكار في تحفيز الشفاء الذاتي: بين الفلسفة وعلم النفس المعرفي**  


في أعماق العقل البشري تكمن قوى غير مرئية، ولكنها شديدة التأثير، قوى يمكنها إعادة تشكيل التجربة الحياتية ذاتها، وتوجيه الجسم نحو الشفاء والتحسن. إذا نظرنا من منظور علم النفس المعرفي والفلسفة، فإن الأفكار ليست مجرد انعكاسات ذهنية، بل هي قوى قادرة على التفاعل المباشر مع العمليات البيولوجية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في رحلة التعافي الجسدي والعاطفي.  


### **العقل والجسد: وحدة لا انفصال فيها**  

لطالما شغل الفلاسفة سؤال العلاقة بين العقل والجسد، وهل يمكن للأفكار أن تؤثر بشكل جوهري في الصحة الجسدية؟ علم النفس المعرفي الحديث، مدعومًا بالبحوث العلمية، يؤكد أن العقل ليس مجرد مراقب سلبي، بل هو لاعب رئيسي في عمليات الشفاء. الأفكار الإيجابية، عندما تُغذَّى بشكل متواصل، قادرة على تحفيز الجهاز العصبي ليطلق إشارات تعزز إفراز مواد كيميائية حيوية مثل الإندورفين والسيروتونين، التي تلعب دورًا في تحسين المزاج وتقليل الألم، وحتى تعزيز وظائف الجهاز المناعي.  


### **الترميز العقلي وتأثير البلاسيبو**  

ربما يكون أحد أقوى الأدلة على قدرة الأفكار على التأثير في الجسد هو تأثير **البلاسيبو** (Placebo Effect)، حيث يتلقى شخص علاجًا غير فعلي، لكنه يحقق تحسنًا صحيًا حقيقيًا لمجرد إيمانه بأن العلاج سيؤدي إلى الشفاء. هذه الظاهرة تكشف عن قدرة العقل على تفسير الواقع بطريقة تتجاوز الحدود الكيميائية المعتادة، بل وتعيد صياغة العمليات الجسدية عبر قنوات نفسية بحتة.  


### **كيف يمكننا تسخير الأفكار لتعزيز الشفاء الذاتي؟**  

- **إعادة برمجة المعتقدات**: استبدال الأفكار السلبية التي تركز على المرض والإعياء بمعتقدات إيجابية عن التعافي والقوة يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الصحة البدنية.  

- **تقنيات التأمل والتصور الذهني**: التأمل العميق والتخيل الواعي للشفاء الذاتي يوجهان العقل والجسد نحو التناغم، مما يسرِّع عملية الاستشفاء.  

- **القوة الاجتماعية والفكر الجماعي**: التأثر بالأفكار الإيجابية في بيئة داعمة يعزز قدرة العقل على تقوية المناعة وتعزيز التعافي الذاتي.  


في النهاية، الأفكار ليست مجرد ظلال تتراقص في فضاء الإدراك، بل هي قوة حقيقية، مبرمجة لإحداث تأثير عميق في الجسد والروح. عندما ندرك أن العقل لا يُفرِق بين الواقع والتصور عندما يُبرمج بشكل صحيح، يصبح بإمكاننا إعادة توجيه أفكارنا نحو مسار أكثر صحة وحياة أكثر انسجامًا.  


ربما يكون الشفاء الذاتي ليس مجرد عملية بيولوجية، بل تجربة عقلية روحية تتطلب الوعي والإيمان بقدرة العقل على التجاوب والتكيف. ففي النهاية، قد لا تكون المعجزة في الأدوية والعلاجات، بل في طريقة تفكيرنا تجاهها.