ذاكرة الجسد والقلب
هذا الجسد البشري معجزة يومية لا تنتهي ، سبحان الذي خلق فأبدع ، الخلايا تحتفظ بذاكرة منتظمة تتغير كل ثلاث شهور بطريقة دقيقة جدا، حتى أن اطباء مرضى السكري يلجاون لفحص السكر التراكمي وهو معدل السكر بالدم عن طريق اللجوء الى فحص معدل السكر الذي تحتفظ به الخلية خلال آخر ثلاث أشهر، وهناك أبحاث كثيرة يلجأ اليها معاهد البحث والتطوير الطبية العالمية لدراسة بعض الأمراض و مسبباتها عن طريق اللجوء الى ذاكرات الخلايا المصابة ودراسة التغيرات . والعجيب أن كلها لغاية الآن تتكلم عن ذاكرة عمرها تسعون يوما.
أما الذاكرة القلبية او ما يسمى بالدورة القلبية فهناك كما يشير الباحثون في علوم الأعصاب والقلب ذاكرة دقيقة يحتفظ بها القلب لآخر أربعة شهور . ذاكرة تحتفظ بصورة متكاملة عن مشاعر الشخص وعواطفه و قيمه وهل هو في أحسن حالاته النفسية او المشاعرية او يعاني من ضغوطات وإحباطات؟ هي ذاكرة تتغير كل أربعة شهور بناء على حالات المد والجزر المشاعرية للإنسان، هل يشعر بالوهن والإحباط؟ أم يشعر بالقوة والعنفوان؟، هل يشعر بضعف الشخصية و التردد والقلق؟ أم انه يفيض ثقة وكاريزما ؟ هل هو سعيد في حياته بالمجمل في آخر دورة قلبية؟ أم انه يعاني من شقاء وبؤس ؟ هل يتعرض الى موجات مشاعرية إيجابية من حب و عطف وسعادة وأمل و تفاؤل ؟ أم انه يعيش يوم بيوم دون هدف وكأنه تائه ضائع ؟
لذلك من خلال دراسات تم إثبات أن عملية التغيير تحتاج على الأقل من أسبوع الى أربعة شهور على الأكثر ، وذلك لأن الدورة القلبية هي مرآة النفس ومرآة الثقافة ومرآة الروح.
ومن يريد أن يحاول ان يصنع لنفسه طباع جديدة و عادات جديدة معدلة عليه ان يعلم أن أمامه وقت أربعة شهور كي يطبع قلبه بالشخصية الجديدة المعدلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق