الثلاثاء، 30 يونيو 2020

الم المقارنات وفضح النقائص


ألم المقارنة وفضح النقائص
لم يعاني البشر مثلما يعانونه حاليا من النقد السلبي المركز ، مع قوة وانتشار مواقع التواصل الإجتماعي وحرية الكتابة و سرعة وصول الرسائل ، فعلوم التنمية البشرية التي تأتينا مغلفة بمواضيع تحفيزية و إيجابية، فيها نقد لاذع واضح بارز لكل نواقصنا نحن البشر ، تبرز فشلنا في أن نصبح أكثر نجاحا، أكثر ثراءا ، أكثر تميزا .
فهم يقدمون لك عناوين ، كيف تصبح ناجحا؟ كيف تصبح ثريا؟ كيف تكون متفوقا؟ كيف تكون قائدا ؟ كيف تقوي شخصيتك؟
هذه العناوين و النصائح وحتى الإستراتيجيات بطريقة غير مباشرة تكشفنا نحن البشر عن نواقصنا، تكشف فقرنا، تكشف فشلنا..
لم تذكر لنا ما نملكه الآن من مهارات و معارف و سلوكيات قوية متميزة بل فقط تركز على ما لا نملكه و تقدم لنا أمثلة و اسماء و شخصيات نجحوا وتفوقوا ، جعلونا جميعا نقارن أنفسنا معهم ، و أظهرونا اقزام امام عمالقة النجاح .. ببساطة هذه الرسائل زادتنا ضعف ثقة و نظرة متواضعة لأنفسنا ..
كان الأجدر لمن يقود علوم التنمية البشرية ان يدعو الأشخاص الى إكتشاف ما يمتلكونه من قدرات و غرائز ، وأن يبينوا أن كل شخص في هذا العالم لديه ما يكفي لأن يتميز وأن يحظى بالفرص التي ستجعله أكثر نجاحا و ثراء و شهرة .
ليست كل معادلات ووصفات التميز تناسب الجميع ، ببساطة لأن الناس مختلفون في كل شيء ، و ينفرد كل شخص عن الآخر ببعض الخصائص التي تجعله مناسبا أكثر لمهمته في هذه الأرض ، فكل مخلوق مجهز وميسر لما خلق له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق