السيطرة على الرغبات هي أعظم هدية يمكن أن تقدمها لعقلك الغريزي الفطري، لأنها ترسل له رسالة عميقة بأنك تحبه وتدعمه. العقل الفطري هو ذلك الجزء العميق بداخلنا الذي يعمل خلف الكواليس، بذكاء طبيعي وبدون وعي مباشر. لكنه يحتاج إلى أن يشعر بأنك جاد وصادق في نواياك قبل أن يفتح لك أبوابه الواسعة من الإبداع والحلول.
على الجانب الآخر، النفس البشرية تُعتبر العدو الأكبر للعقل الغريزي. إنها متعجلة، تسعى وراء النتائج السريعة وتتبع الهوى، مهووسة بالقوة، المال، والسلطة. هذه النفس هي التي تجعلك تشعر بعدم الرضا، وتجعلك تلاحق الشهوات الدنيوية دون توقف. ولكن حينما تتمكن من كبح جماح النفس وتسيطر على رغباتك، فأنت بذلك تقدم للعقل الفطري أكبر دعم ممكن.
تخيل أنك جالس وأنت صائم، وأمامك مائدة طعام شهية وملونة. في تلك اللحظة، يكون عقلك الغريزي في أبهى حالاته، يحتفل بقدرتك على التحكم والسيطرة على رغباتك. إنه مستعد الآن لدعمك بأعظم الأفكار والحلول الإبداعية. هذا هو التوتر الإيجابي في أفضل حالاته – ضغوط مصطنعة، يتبعها مكافأة مضمونة.
لكن هناك تحذير هنا، يا صديقي، إياك والضعف. إذا ضعفت أمام رغباتك ولم تتحكم في نفسك، فإن العقل الفطري لن يصدقك، ولن يمنحك ذلك الإبداع والقوة التي تحتاجها. العقل الفطري يطلب منك الصدق والنية القوية. إنه يريد أن يرى منك التزامًا حقيقيًا قبل أن يمنحك قدراته الفريدة.
لذلك، استثمر في التوتر الإيجابي، سيطر على النفس، وكن صادقًا في رغبتك بالتحكم في شهواتك. حينها فقط، سيصدقك عقلك الغريزي ويغدق عليك بالأفكار المذهلة والدعم الذي لا حدود له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق