الأربعاء، 3 فبراير 2016

خطة عمل لإعادة بناء أمة


دولة ما في زمن ما  في مكان ما ...قرر  حاكمها ان يبني فيها ثقافة الانتاجية والعمل والتغيير الإيجابي بعدما تغلغل الإحباط واليأس والسلبية بين مواطني البلد من كثرة الفساد و كثرة النهب و قلة الأمانة .
جلس الحاكم في خلوة  وتأمل بصدق النوايا و صحة الإعتقاد أن ما سوف يفعله هو مرضاة لله أولا و فيه مصلحة عامة جليلة ..
بدأ الحاكم يجلس يوميا ساعة يخلو بها بنفسه في مكان هادئ يقلب الأمور  في عقله ، كيف السبيل الى إحداث نقلة نوعية وعمل تجديد منهجي لأمته ، أمة انهكها الجدل والنفاق و قلة الأمانة و اليأس و عدم الشعور بأمان الغد القادم لأن ما يرونه في أيامهم مؤشرا  سلبيا لمستقبلهم.
إهتدى الحاكم الى فكرة أراد أن يجربها وهي تشكيل مجلس حكماء ، مجلس فيه أشخاص مشهود لهم بالكفاءة لم يلوثهم منصب او جاه ولكن من اين له أن يشكل هذا المجلس و البطانة التي تدور في فلك الحاكم هي دائما من يشير عليه وتكاد تكون هي أسباب كل هذه المآسي التي يعاني منها البلد و الشعب .
بدأ الملك حيرانا ومشغولا و هداه الله تعالى ان يبدأ بقراءة بعض من كتب التاريخ عن بعض العظماء الذين بنوا أمجادا  لشعوبهم و كيف واجهوا الصعاب والتحديات لتحقيق اهداف الرفعة والسؤدد .
تاريخ عامر بهؤلاء العظماء من مختلف الأقطار و الأزمنة ، وقراءة التاريخ فيها منافع عظيمة ، تاريخ دول وامبراطوريات انتقلت من عصر الانحطاط وتفشي الفساد الى دول منتجة عاملة مستقلة قوية . و شد إنتباه الحاكم  بعض القادة العظام حينما استعانوا ببعض الحكماء  الذين ساعدوا كثيرا بتحويل دولهم الى دول قوية مستقلة يرهبها الآخرون لا يمكن اختراقها لانها اعتمدت على تعميق مبادئ الأخلاق والأمانة و عقيدة الانتماء والبناء وتعزيز العمل الجماعي والثقة وتوجت ذلك بالمساواة بين الجميع في الثواب والعقاب .

استهدى الحاكم  لوضع خطة عمل سرية ، لتنفيذ فكرته و منهجيته الجديدة  حفاظا اولا على بلده و شعبه ثم حكمه ، فاستدعى مدير مخابراته وقال له ابحث لي عن شخص  حكيم مفوه خطيب مؤثر يحترمه الناس ،لايوجد عليه مفسدة منصب او استغلال  جاه او تعدي على حقوق الآخرين ويكون صادق فعلا و عنده قيم ومبادئ وأخلاق . من دون ان يبين له لماذا يريده فعلا .. واذا كان هناك أكثر من مرشح  فسوف يكون هناك مقابلات شخصية
سرية مع كل واحد لتحديد  الشخص المطلوب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق