دولة ما في زمن ما في مكان ما ...قرر حاكمها ان يبني فيها ثقافة الانتاجية والعمل والتغيير الإيجابي بعدما تغلغل الإحباط واليأس والسلبية بين مواطني البلد من كثرة الفساد و كثرة النهب و قلة الأمانة .
جلس الحاكم في خلوة وتأمل بصدق النوايا و صحة الإعتقاد أن ما سوف يفعله هو مرضاة لله أولا و فيه مصلحة عامة جليلة ..
بدأ الحاكم يجلس يوميا ساعة يخلو بها بنفسه في مكان هادئ يقلب الأمور في عقله ، كيف السبيل الى إحداث نقلة نوعية وعمل تجديد منهجي لأمته ، أمة انهكها الجدل والنفاق و قلة الأمانة و اليأس و عدم الشعور بأمان الغد القادم لأن ما يرونه في أيامهم مؤشرا سلبيا لمستقبلهم.
إهتدى الحاكم الى فكرة أراد أن يجربها وهي تشكيل مجلس حكماء ، مجلس فيه أشخاص مشهود لهم بالكفاءة لم يلوثهم منصب او جاه ولكن من اين له أن يشكل هذا المجلس و البطانة التي تدور في فلك الحاكم هي دائما من يشير عليه وتكاد تكون هي أسباب كل هذه المآسي التي يعاني منها البلد و الشعب .
بدأ الملك حيرانا ومشغولا و هداه الله تعالى ان يبدأ بقراءة بعض من كتب التاريخ عن بعض العظماء الذين بنوا أمجادا لشعوبهم و كيف واجهوا الصعاب والتحديات لتحقيق اهداف الرفعة والسؤدد .
تاريخ عامر بهؤلاء العظماء من مختلف الأقطار و الأزمنة ، وقراءة التاريخ فيها منافع عظيمة ، تاريخ دول وامبراطوريات انتقلت من عصر الانحطاط وتفشي الفساد الى دول منتجة عاملة مستقلة قوية . و شد إنتباه الحاكم بعض القادة العظام حينما استعانوا ببعض الحكماء الذين ساعدوا كثيرا بتحويل دولهم الى دول قوية مستقلة يرهبها الآخرون لا يمكن اختراقها لانها اعتمدت على تعميق مبادئ الأخلاق والأمانة و عقيدة الانتماء والبناء وتعزيز العمل الجماعي والثقة وتوجت ذلك بالمساواة بين الجميع في الثواب والعقاب .
استهدى الحاكم لوضع خطة عمل سرية ، لتنفيذ فكرته و منهجيته الجديدة حفاظا اولا على بلده و شعبه ثم حكمه ، فاستدعى مدير مخابراته وقال له ابحث لي عن شخص حكيم مفوه خطيب مؤثر يحترمه الناس ،لايوجد عليه مفسدة منصب او استغلال جاه او تعدي على حقوق الآخرين ويكون صادق فعلا و عنده قيم ومبادئ وأخلاق . من دون ان يبين له لماذا يريده فعلا .. واذا كان هناك أكثر من مرشح فسوف يكون هناك مقابلات شخصية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق