الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى
آله وصحبه أجمعين.
تعالوا معي اليوم نستكشف معًا موضوعًا له من الأهمية بمكان...
مشاعر الإمتنان والشكر والحمد لله تعالى.
عندما يعي الإنسان الفوائد العظيمة التي تعود عليه من ترديد
كلمات الشكر والحمد لله، يدرك حجم الرحمة الإلهية التي تحيط به. إن تكرير كلمات الحمد
والشكر ليس مجرد عبارات نقولها، بل هي حالة من المشاعر الروحانية التي تقربنا من خالقنا
وتمنحنا السكينة والطمأنينة.
أولاً، بماذا تفيدنا مشاعر الحمد والشكر؟ تفيدنا بدنيًا ونفسيًا.
الدراسات النفسية الحديثة أثبتت أن الأشخاص الذين يمارسون عادة الشكر والامتنان يتمتعون
بمستويات أقل من الاكتئاب والقلق. يترتب على ذلك حياة أكثر سعادة واتزانًا. فالشكر
يملأ القلب بالفرح ويجعل الإنسان يتجاوز مشاكله ويتقبلها بروح إيجابية.
ثانيًا، تمثل هذه المشاعر قوة تحفزنا على العمل والإبداع. عندما
يشعر الإنسان بالامتنان لما هو موجود بحياته، يزيد تقديره للنعمة فيسعى للحفاظ عليها
وتعزيزها. ذلك ينعكس إيجابيًا على أدائه في حياته وعمله، ويجعله يُركز على النعم بدلاً
من التفكير في النقص.
ورغم فوائدها، قد يُواجه البعض صعوبات في التعبير عن مشاعر الشكر
والامتنان. التحدي هنا يكمن في ثقافة شكر النعمة، وإتقان فن التركيز على النعم الصغيرة
قبل الكبيرة، لأن الإنسان بطبيعته ينسى ويتلهى بما ليس لديه.
واقعيًا، لننظر إلى تأثير هذه المشاعر الإيجابية على العلاقات
بين الناس. الإنسان الشاكر والماني يعزز علاقته مع المحيطين به، لأنه يُقدر جهودهم
ويشعرهم بقيمتهم، مما يُنوع من ألوان الحب والاحترام المتبادلين بينهم.
إن أفضل مثال يحتذى به هو منهج رسولنا الكريم، صلى الله عليه
وسلم، الذي كان ينهى عن الكفر بالنعم ويحث على شكرها. كان قدوتنا في كل صغيرة وكبيرة،
وكيف كان يشكر الله في كافة حالات حياته، سواء كانت السرًاء أو الضراء.
وبالإضافة إلى الفوائد النفسية والبدنية، هناك الجانب الروحاني
والابتلاء الإلهي. كلما شكر الإنسان ربه وأحمده، كلما زاده الله من نعمه، كما جاء في
قوله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم". وهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده.
في الختام، نجد أن مشاعر الشكر والامتنان تجلب الطمأنينة والسلام
الداخلي، وتحسن العلاقات بين الناس، وتزيد من النعم الإلهية علينا. ما علينا إلا ممارسة
هذا الشكر يوميًا، وترديد كلمات الحمد لله من قلوبنا الواعية.
إلى اللقاء في رحلة جديدة لاكتشاف المزيد من المعاني العميقة
في حياتنا بإذن الله. الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق